مظاهر الحضارة المعنوية فى شعر ابن الحداد الأندلسي المتوفى ( 480 هـ )

نوع المستند : أبحاث أکادیمیة

المؤلف

قسم اللغة العربية - كلية الآداب - جامعة الزقازيق

المستخلص

شهدت مدينة المرية في عصر ملوك الطوائف واحدا من الشعراء الذين نبغوا في هذا الفن وأكثروا من القول وهو ابن الحداد الأندلسي. ترك لنا هذا الشاعر ديوانا شعريا كبيرا  حمل أغلب الأغراض الشعرية وبالأخص في الغزل والمديح، وعد من أشهر شعرائها.
   والشاعر حـين يبدع شعره يستلهم خبراته المعرفية لتعضد الدلالات التي يريد أن تفضي إليها البنيـةُ اللغوية للشعر، ، ويرتبط هذا الاستلهام بمصادر متنوعة، وعند قراءة ديوان ابن الحداد نجد فيه المصادر الحضارية والمعرفية وتنوعها، وتبدو إفادة ابن الحداد منهـا واسـعة فـي مساحة شعره، ومن اللافت للنظر أن يستحضر الشاعر مخزونه الفكري ليعيد صياغة موقفه الشعري من الأشياء وبناء العلاقة بين الذات والموضوع، وهو حين يستلهم هذه المعارف والحضارة يشركها في بناء الدلالة العامة للنص، وهذا يعني أن حضور الحقل المعرفي في شعره ليس إبرازاً لثقافته أو عرضاً لمخزون تلك الثقافة على المتلقي، لأنه يسهم في صناعة البنية الدلالية للنص الشعري وودل على أنه ذات حضارة متنوعة .
    ولابد من الوقوف عند حدود تلك المصادر المعرفية الحضارية من حيث تنوعها، وتحديـد مستوى حضورها في البنية الأفقية السطحية للقصيدة في ديوان ابن الحداد، ثم الغوص في دراسة البنية الداخلية العميقة للتشكيل االحضارى، لتحديد أثر ذلك في تكـوين البنيـة الحضارية لشعره . وأول ما يلحظه الدارس لشعر ابن الحداد هو ذلك التنوع الذي يحققـه التـشكيل الحضارى في نصوصه الشعرية، من تنوع فى الثقافة، وعبقرية فى حضور الصورة المادية والمعنوية.
    يتكئ الشاعر على استحضار ثقافته المعرفية الموسوعية فـي بنـاء الـدلالات الحضارية الشعرية في قصائده، ويجتهد في توسيع مصادرها، لتشمل المعـارف التطبيقيـة کالرياضيات والفلك، إلى جانب المعارف الإنسانية (اللغـة والأدب والتـاريخ)، أو المعرفة الدينية (حضور دلالة المقدس وحضور المصطلح الديني)، ولا يظهر ذلك في بيت من هذه القصيدة، أو بيتين من تلك، إنما يتسع مكوناً ظاهرة واضحة جـديرة بالدرس والتحليل، فيشمل أبياتاً ومقاطع من القصيدة الواحدة، ويتجلى ذلك في تنـاغم دلالي يمكننا ملاحظته من خلال تحليل هذه الظاهرة في نصوص كاملة مـن ديـوان الشاعر.

الموضوعات الرئيسية